ماذا يحب الله ورسوله-مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس (أحب الناس إلى الله أنفعهم)

ماذا يحب الله ورسوله-مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس (أحب الناس إلى الله أنفعهم)
210 0

الوصف

                                                     مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس

                                                           أحب الناس إلى الله أنفعهم
أحب الناس إلى الله أنفعهم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهرًا، ومن كف غضبه، ستر الله عورته، ومن كظم غيظًا، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضىً يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخُلُق ليفسد العمل، كما يفسد الخلُ العسلَ".


أنفع الناس:

أنفع الناس هو الذي ينفع نفسه ووالديه وأهله وأولاده وإخواته المسلمين.

ينفع نفسه وأهله وأولاده بامتثال أوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأداء العبادات والطاعات وكل ما يؤدي به وبهم إلى الفوز بالجنة وسعادتهم في الآخرة، واجتناب نواهي الله – عزَّ وجلَّ – ورسوله صلى الله عليه وسلم، وترك المحرمات والمنكرات وكل ما يؤدي به وبهم إلى جهنم وشقائهم في الآخرة. وينفع والديه بأن يبرَّهما ويدخل السرور إليهما ويقوم على خدمتهما.


وينفع إخوانه المسلمين بأحب الأعمال إلى الله:

سرور يدخله على مسلم بفعل المعروف له وأدناه أن يلقاه بوجه طلق بشوش مبتسم لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

"لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"،

وقوله صلى الله عليه وسلم:

"تبسمك في وجه أخيك لك صدقة".


أو كربة

وهي الغمة يزيلها عن مسلم ويفرِّجها عنه ماله أو جاهه أو مساعدته أو إشارته ورأيه ودلالته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

"من نفَّس عن مرمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة".


أو دين

يقضيه عنه، أو يؤخر مطالبته إن كان هو صاحب الدين، وقد قال الله النبي صلى الله عليه وسلم:

"من أنظر معسرًا، فله بكل يوم مثله صدقة، قبل أن يحلَّ الدَّين، فإذا حلَّ الدَّين فأنظره فله بكل يوم مثلاه صدقة"،

وقال صلى الله عليه وسلم:

"من يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة"،

وقال عليه الصلاة والسلام:

من سرَّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فليُنفس عن معسر أو يضع عنه

أو يسقط الدين عن أخيه ويتصدق به عليه وهو خير من تأخير مطالبته، فقد قال الله تعالى: (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من أنظر معسرًا، أو وضع عنه أظلَّه الله في ظلِّه".


أو جوع

يطرده عنه لوجه الله تعالى لا يريد بذلك مكافأة ولا ثناءً ولا شكرًا، لقول الله – عزَّ وجلَّ -: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم:

"أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وكونوا إخوانًا كما أمركم الله"؛

ولأنه كما قال صلى الله عليه وسلم:

"خيركم من أطعم الطعام، ورد السلام".


أو حاجة

يقضيها لمسلم أو ينفِّذها له أو يساعده فيها أو يمشي معه فيها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته"،

وقوله صلى الله عليه وسلم:

" الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".


أو غضب

يكفه عن الآخرين؛ لأن الله – عزَّ وجلَّ – قد مدح الذين يغفرون عند الغضب وأثنى عليهم فقال: (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصى بعدم الغضب فقال صلى الله عليه وسلم:

"لا تغضب".

وحث عليه الصلاة والسلام على ملك النفس عند الغضب وأن ذلك من العبادة وجهاد للنفس؛ فقال صلى الله عليه وسلم:

"ليس الشديد بالصُرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".


أو غيظ

يكظمه ولا يعمل غضبه في الناس بل يكف عنهم شره ويحتسب ذلك عند الله – عزَّ وجلَّ -؛ لأن الله تعالى قد أثنى على الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وأخبر أنه يحبهم بإحسانهم في ذلك، فقال تعالى:(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حث على كظم الغيظ والعفو عن الناس فقال صلى الله عليه وسلم:

"ما من جرعة أعظم أجرًا عند الله، من جرعة غيظ، كظمها عبد ابتغاء وجه الله".

وقال عليه الصلاة والسلام:

"من كظم غيظًا، وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عزَّ وجلَّ على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيِّره الله من الحور ما شاء".


أو سوء خُلُق

يتجنبه حتى لا يفسد ما يقوم به من عمل أو خدمة لأخيه المسلم، ويخالق الناس بخلق حسن حتى يدرك درجة الصائم القائم في الليل كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم:

"إن المؤمن ليدرك بحسن خُلُقه درجة الصائم القائم"،

ولكي يكون أجره ثقيلًا في الميزان يوم القيامة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخُلُق، وإن صاحب الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة".

إن أحب الناس إلى الله أنفعهم، فهو ينفع الجميع؛ لأنه يعمل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"،

فهو يحب لإخوانه ما يحبه لنفسه من الخير، ويحب أن يحصل لهم نظير ما يحصل له، وكذلك يبغض لإخوانه ما يبغض لنفسه من الشر، وهو لا يحب أن يكون أفضل من غيره، ولا يتم ذلك إلا بترك الحسد والغل والحقد والغش.