ماذا يحب الله ورسوله-من يبغضهم الله (أبغض الناس إلى الله ثلاثة)

ماذا يحب الله ورسوله-من يبغضهم الله (أبغض الناس إلى الله ثلاثة)
242 0

الوصف

                                                    من يبغضهم الله

                                             أبغض الناس إلى الله ثلاثة

أبغض الناس إلى الله ثلاثة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومُطلِب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه".

ملحد في الحَرَم:
الملحد في الحَرَم هو المائل عن الحق الذي يرتكب معصية من المعاصي من الكفر إلى الصغائر في المسجد الحرام، أو يرتكب عملًا حرَّمه الله مما يختص بالبلد الحرام، قال الله تعالى عن المسجد الحرام: (وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مكة:

"إن الله حرَّم مكة، فلم تحلّ لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، وإنما أُحلت لي ساعة من نهار، لا يُختلى خلاها، ولا يُعضد شجرها، ولا يُنفَّر صيدها، ولا تُلتقط لُقَطَتُها إلا لمعرِّف".

قال العوفي عن ابن عباس (بِظُلْمٍ) هو أن تستحل من الحرم ما حرم الله عليك من إساءة أو قتل فتظلم من لا يظلمك وتقتل من لا يقتلك فإذا فعل ذلك فقد وجب له العذاب الأليم. وقيل إن احتكار الطعام في الحرم إلحاد فيه. وقال ابن عمر: كنا نتحدث أن الإلحاد فيه أن يقول الإنسان: لا والله! وبلى والله! وكلا والله! ولذلك كان له فسطاطان، أحدهما في الحِلّ والأخر في الحَرَم؛ فكان إذا أراد الصلاة دخل فسطاط الحرم، وإذا أراد بعض شأنه دخل فسطاط الحِلّ، صيانة للحَرَم عن قولهم كلا والله، حين عظَّم الله الذنب فيه. وكذلك كان لعبد الله بن عمرو بن العاص فسطاطان أحدهما في الحِل والآخر في الحَرَم، فإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الحل، وإذا أراد أن يصلي صلَّى في الحرم، فقيل له في ذلك فقال: إن كنا لنتحدث أن من الإلحاد في الحرم أن نقول كلا والله وبلى والله، والمعاصي تضاعف بمكة كما تضاعف الحسنات، فتكون المعصية معصيتين، إحداهما بالمخالفة نفسها والثانية بإسقاط حُرمة البلد الحرام. فإن كانت هذه الأشياء من الإلحاد إلا أنه أعم من ذلك بل فيها تنبيه على ما هو أغلظ منها؛ ولهذا لما همَّ أصحاب الفيل على تخريب البيت جعل كيدهم في تضليل (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ) ، أي؛ أهلكهم ودمرهم وجعل مكرهم وسعيهم في تخريب الكعبة في ضياع وخسار، وجعلهم عبرةً ونكالًا لكل من أرادها بسوء.

مبتغ سنة الجاهلية:
المبتغ سنة الجاهلية هو الذي يكون له الحق عند شخص فيطلبه من غيره ممن لا يكون له فيه مشاركة كوالده أو ولده أو قريبه. وقيل: المراد من يريد إحياء سيرة الجاهلية أو إشاعتها أو تنفيذها. وسنة الجاهلية اسم جنس يعم جميع ما كان أهل الجاهلية يعتمدونه من أخذ الجار بجاره والحليف بحليفه والطيرة والكهانة والنياحة والميسر ومنع القود عن مستحقه ونحو ذلك، ويلتحق بذلك ما كانوا يعتقدونه، والمراد منه ما جاء الإسلام بتركه كالطيرة والكهانة أو قتل غير القاتل وغير ذلك.

مُطلب الدم بغير حق:
مُطلب الدم بغير حق هو الذي يبالغ في الطلب المترتب عليه المطلوب لا مجرد الطلب، وقوله "بغير حق" احتراز عمن يقع له مثل ذلك لكن بحق كطلب القصاص مثلًا. وينبه العسقلاني فيقول: وقفت لهذا الحديث على سبب فقرأت في (كتاب مكة لعمر بن شبة).. قال: قتل رجل بالمزدلفة، يعني؛ في غزوة الفتح، فذكر القصة وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"وما أعلم أحدًا أعتى على الله من ثلاثة: رجل قتل في الحرم، أو قتل غير قاتله، أو قتل بذحل في الجاهلية"،

ومن طريق أخرى ولفظه

"إن أجرأ الناس على الله"

فذكر نحوه وقال فيه:

"وطلب بذحول الجاهلية"،

الذحل: الثأر أو طلب مكافأة بجناية جُنيت عليك أو عداوة أُتيت إليك أو هو العداوة والحقد.

إنما كان هؤلاء الثلاثة أبغض الناس إلى الله؛ لأنهم جمعوا بين الذنب وما يزيد قبحًا من الإلحاد وكونه في الحرم، وإحداث البدعة في الإسلام وكونها من أمر الجاهلية، وقتل نفس لا لغرض بل بمجرد كونه قتلًا؛ ويزيد القبح في الأول باعتبار المحل، وفي الثاني باعتبار الفاعل، وفي الثالث باعتبار الفعل.