ماذا يحب الله ورسوله-من غضب الله عليهم (يغضب الله على مَن يتسمى بملك الأملاك)

ماذا يحب الله ورسوله-من غضب الله عليهم (يغضب الله على مَن يتسمى بملك الأملاك)
264 0

الوصف

                                                    من غضب الله عليهم

                                         يغضب الله على مَن يتسمى بملك الأملاك

يغضب الله على مَن يتسمى بملك الأملاك

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"اشتد غضب الله على رجلٍ تسمى بملك الأملاك، لا ملك إلا الله عزَّ وجلَّ".

. وقال صلى الله عليه وسلم:

" أخنى الأسماء يوم القيامة عند الله؛ رجل تسمى: ملك الأملاك".

وفي رواية أخرى

"أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى بملك الأملاك".

أخنى وأخنع الأسماء:
أي: أذَلُّهَا وأقْهَرُهَا، الخُنُوع: الخُضوع والذّلُّ. والخانعُ: الفاجر. أخنع: أوضع، قال عياض: معناه أنه أشد الأسماء صغارًا. قال ابن بطال: وإذا كان الاسم أذل الأسماء كان من تسمى به أشد ذلًا. (تسمى) أي؛ سمى نفسه، أو سمي بذلك فرضي به واستمر عليه.

ملك الأملاك:
ملك الأملاك هو رجل أوله نطفة مذرة، وآخره جيفة قذرة، وهو فيما بينهما يحمل في بطنه العذرة؛ ومع ذلك يتسمى بملك الملوك، وغيره من التسميات التي تطفح بالتعظيم الذي يبغضه الله تعالى وما أنزل به من سطان؛ لأنه لا ملك إلا هو سبحانه، وهو مالك الملك، وهو ذو الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، قال الله تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .

فالله هو العلي الكبير، وهو العلي العظيم، وهو الكبير المتعال، فكل شيء تحت قهره وسلطانه وعظمته لا إله إلا هو ولا رب سواه؛ لأنه العظيم الذي لا أعظم منه، العلي الذي لا أعلى منه، الكبير الذي لا أكبر منه، تعالى وتقدس وتنزه عزَّ وجلَّ عما يقول الظالمون المعتدون علوًا كبيرًا. وقال تعالى: (كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ) ، أي؛ من القذر، فلا يليق بهم هذا التكبر.

وعلى هذا فلا يجوز أن يتسمى أحد بهذا الاسم ولا يدعى به إلا الله تعالى، و

"اشتد غضب الله على رجل تسمى بملك الأملاك"، أي؛ من تسمى بذلك ودعي به وإن لم يعتقده، فإنه (لا ملك) في الحقيقة (إلا الله) وغيره وإن سمي ملكًا أو مالكًا فإنما هو بطريق التجوز؛ ولأنه مُلك مقيد غير مطلق، بل مُلك خاص يعتريه النقص والعيب من زوال وغيره، وإنما اشتد غضبه عليه لمنازعته لله في ربوبيته وألوهيته، فهو حقيق بأن يمقته عليه فيهينه غاية الهوان، ويذلك غاية الذل، ويجعله تحت أقدام خلقه لجرأته وعدم حيائه في تشبهه به في الاسم الذي لا ينبغي إلا له، فهو ملك الملوك وحده حاكم الحكام وحده، فهو الذي يحكم عليهم كلهم لا غيره.

وفي الحديث مشروعية الأدب في كل شيء؛ لأن الزجر عن ملك الأملاك والوعيد عليه يقتضي المنع منه مطلقًا، سواء أراد من تسمى بذلك أنه ملك على ملوك الأرض أم على بعضها، سواء كان محقًا في ذلك أم مبطلًا، مع أنه لا يخفى الفرق بين من قصد ذلك وكان فيه صادقًا، ومن قصده وكان فيه كاذبًا. وقال قتادة: إنما خلقت يا ابن آدم من قذر فاتق الله. وروي أن مطرف بن عبد الله بن الشخير رأى المهلب بن أبي صفرة يتبختر في مطرف خز وجبة خز فقال له: يا عبد الله، ما هذه المشية التي يبغضها الله؟ فقال له: أتعرفني؟ قال نعم، أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة. فمضى المهلب وترك مشيته. نظم الكلام محمود الوراق فقال:

عَجِبْتُ مِنْ مُعْجَبٍ بِصُورَتِهِ         وَكَانَ فِي الْأَصْلِ نُطْفَةً مَذِرَهْ

وَهُوَ غَدًا بَعْدَ حُسْنِ صُورَتِهِ         يَصِيرُ فِي اللَّحْدِ جِيفَةً قَذِرَهْ

وَهُوَ عَلَى تِيهِهِ وَنَخْوَتِهِ         مَا بَيْنَ ثَوْبَيْهِ يَحْمِلُ الْعَذِرَهْ

وقال آخر:

هَلْ فِي ابْنِ آدَمَ غَيْرُ الرَّأْسِ مُكْرَمَةٌ         وَهْوَ بِخَمْسٍ مِنَ الْأَوْسَاخِ مَضْرُوبُ

أَنْفٌ يَسِيلُ وَأُذْنٌ رِيِحُهَا سَهِكُ         وَالْعَيْنُ مُرْمَصَةٌ وَالثَّغْرُ مَلْهُوبُ

يَا ابْنَ التُّرَابِ وَمَأْكُولُ التُّرَابِ غَدًا         قَصِّرْ فَإِنَّكَ مَأْكُولٌ وَمَشْرُوبُ