ماذا يحب الله ورسوله-من غضب الله عليهم (يغضب الله على الطاغين في الرزق)

ماذا يحب الله ورسوله-من غضب الله عليهم (يغضب الله على الطاغين في الرزق)
216 0

الوصف

                                                     من غضب الله عليهم

                                              يغضب الله على الطاغين في الرزق

يغضب الله على الطاغين في الرزق

قال الله تعالى: (كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى) .

الطغيان:
أصل الطغيان مجاوزة الحد، ومنه قول الله تعالى: (إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ) ، أي؛ ارتفع وعلا وتجاوز المقدار الذي قدرته الخُزان. وقوله في فرعون: (إِنَّهُ طَغَى) ، أي: أسرف في الدعوى. والطغيان: التجاوز إلى ما لا يجوز.

الطاغون في الرزق:
الطاغون في الرزق هم الذين رزقهم الله رزقًا فطغوا في رزقه، فأخذوه من غير حاجة، وخالفوا ما أمرهم به؛ فحلَّ عليهم غضب الله – عزَّ وجلَّ -.

وهم الذين حملتهم السعة والعافية أن عصوا، وكفروا النعمة ونسوا شكر المنعم بها عليهم.

وهم الذين استبدلوا برزق الله شيئًا آخر، كما قال الله تعالى: (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) .

وهم الذين يدخرون من الرزق لأيام كثيرة؛ وقبل أن يتمكنوا من استخدامه يكون منه ما يتدود، ومنه ما يفسد، ومنه ما تنتهي صلاحية استخدامه، فيضطرون إلى رميه، ولولا ذلك ما فسد طعام أبدًا.

وهم الذين يحضرون كمية من الطعام تزيد عما سيأكلونه؛ فيرمون الزائد من الطعام في الزبالة، في الوقت الذي يوج فيه مسلمون يموتون من الجوع وقلة وجود الطعام.

وقد توعد الله – تبارك وتعالى – الطاغين في الرزق بحلول غضبه عليهم، ومَن يحلل عليه غضب الله فقد هلك، وحق له والله الهلاك والدمار، وقد حل عليه غضب الملك الجبار، ولكنه تعالى مزج هذا الوعيد الشديد، بالرجاء لمن أناب وتاب، ولم يستمر على متابعة الشيطان المريد، فقال سبحانه وتعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) ، أي؛ كل من تاب إليَّ تبت عليه من أي ذنب كان.

وقوله تعالى: (تَابَ) أي؛ رجع عما كان فيه من كفر أو شرك أو معصية أو نفاق، قوله: (وَآمَنَ) أي؛ بقلبه، (وَعَمِلَ صَالِحًا) أي؛ بجوارحه، وقوله: (ثُمَّ اهْتَدَى) ، عن ابن عباس: أي؛ ثم لم يشكك، وقال سعيد بن جبير: أي؛ استقام على السنة والجماعة، وقال قتادة: أي؛ لزم الإسلام حتى يموت.