ماذا يحب الله ورسوله-من غضب الله عليهم (من أسباب غضب الله عليهم)

ماذا يحب الله ورسوله-من غضب الله عليهم (من أسباب غضب الله عليهم)
217 0

الوصف

                                                    من غضب الله عليهم

                                                  من أسباب غضب الله عليهم
هم اليهود الذين كشف الله استهزاءهم بالدين، ونهى المؤمنين عن اتخاذهم أولياء، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ) . وقال تعالى: (وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ) .

وهم اليهود الذين قال الله تعالى عنهم: (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَن لَّعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ) . وهم الذين أخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم عنهم أنهم: (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ). أي؛ كلما عقدوا أسبابًا يكيدونك بها، وكلما أبرموا أمورًا يحاربونك بها، أبطلها الله، ورد كيدهم عليهم، وحاق مكرهم السيئ بهم. وهم الذين قال عنهم خالقهم وباريهم، الذين يعلم سرهم وجهرهم، إنهم: (وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) . أي؛ من سجيتهم أنهم دائمًا يسعون في الإفساد في الأرض فسادًا، ومن أعظم الفساد سعيهم في إبطال الإسلام. وهم الذين أخبر الله تعالى عنهم أنهم سيفسدون في الأرض مرتين ويعلون علوًّا كبيرًا، فيتجبرون ويطغون ويفجرون على الناس.

وهم اليهود الذين قال الله تعالى عنهم: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ) . ما ذاك إلا لأن كفر اليهود كفر عناد وجحود، ومباهته للحق، وغمط للناس، وتنقص بحملة العلم؛ ولهذا قتلوا كثيرًا من الأنبياء، حتى هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة وسمُّوه وسحروه، وألبوا عليه أشباههم من المشركين.

وهم اليهود الذين كشف الله للمؤمنين حقيقتهم، فقال تعالى: (لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ) ، أي؛ يخافون منكم أكثر من خوفهم من الله، ثم قال تعالى: (لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ) ، يعني؛ أنهم من جبنهم وهلعهم، لا يقدرون على مواجهة جيش الإسلام، بل إما في حصون أو من وراء جدر محاصرين، ثم قال تعالى: (بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ) ، أي؛ عداوتهم فيما بينهم شديدة، تحسبهم مؤتلفين، وهم مختلفون غاية الاختلاف. وهم الذين كشف الله – عزَّ وجلَّ – سرهم وجهرهم لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كانوا يتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول، وإذا جاؤوا النبي صلى الله عليه وسلم حيوه بما لم يحيه به الله، فيقولون له: السام عليكم. و (السام) هو الموت.

وهم الذين أيأس الله تعالى رسوله والمؤمنين أن يدخلوا في دين الإسلام أفواجًا، بل لم يدخل في الإسلام منهم سوى أفراد قليلون من اليهود العاديين، فما بالك بعدد مَن يمكن أن يسلم من الأحبار والعلماء؟! لهذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود".

وفي رواية أخرى:

"لو تابعني عشرة من اليهود، لم يبق على ظهرها يهودي إلا أسلم".

والمقصود عشرة من أحبارهم وزعمائهم، وإلا فقد آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وأسلم أكثر من ذلك. فلو أسلم عشرة من هؤلاء الذين يعنيهم النبي صلى الله عليه وسلم لأسلم اليهود جميعًا اتباعًا لهم.

وهم اليهود الذين كشف الله تعالى مصيرهم في الآخرة على لسان نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال:

"والذي نفس محمد بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسِلتُ به، إلا كان من أصحاب النار".

في هذا الحديث نسخ الملل كلها برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وكل من يسمع بالنبي صلى الله عليه وسلم ممن هو موجود في زمنه وبعده إلى يوم القيامة، يجب عليه الدخول في طاعته. وهم الذين كشف الله بواطنهم لرسوله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوء فأخبر عنه:

"ما حسدتكم اليهود على شيء، ما حسدتكم على السلام والتأمين"،

فإن يحسدوهم على ما هو أكبر من ذلك أولى.

وهم اليهود الذين أخبر الله تعالى عنهم أنهم سيكونون في آخر الزمان في معسكر الكفر والشر مع الدجال الذي يدعي الألوهية، في مواجهة معسكر الإيمان والخير بقيادة عيسى عليه السلام ومن معه من المسلمين، وسيقتل الله الدجال واليهود على أيدي رسوله عيسى عليه السلام والمسلمين. وهو ما أخبر الله تعالى رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم به أنه سيقع في مستقبل الزمان، قال عليه الصلاة والسلام:

"قال عيسى: افتحوا الباب، فيفتحون ووراءه الدجال، معه سبعون ألف يهودي، كلهم ذو سيفٍ محلَّى وساجٍ، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء. وينطلق هاربًا، ويقول عيسى: إن لي فيك ضربةً لن تسبقني، فيدركه عند باب لُدٍّ الشرقي، فيقتله، فيهزم الله اليهود".

وقال صلى الله عليه وسلم:

"لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود. فيقتلهم المسلمون. حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر. فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي. فتعال فاقتله. إلا الغرقد. فإنه من شجر اليهود".

فبالرغم من نزول عيسى عليه السلام وقيامه بكسر الصليب، وقتل الخنزير، والحكم بالإسلام وإبطال كل دين غيره، إلا أن اليهود أبوا إلا أن يسيروا في طريق الكفر والشر والفساد حتى آخر الزمان.

هذه هي نتيجة المواجهة الأخيرة والحرب بين عيسى عليه السلام والمسلمين من جهة، وبين الأعور الدجال واليهود من جهة أخرى، وهي انتصار عيسى عليه السلام والمسلمين على الدجال واليهود ومَن حالفهم أو انضم إليهم في هذه الحرب؛ هذه الحرب التي حاول اليهود ومَن حالفهم بكل ما أوتوا من قوة ونفوذ وتسلط دنيوي أن يتجنبوا وقوعها، عن طريق محاربة أي توجه إسلامي حقيقي وأصيل في أي بلدٍ على وجه الكرة الأرضية، والعمل على اجتثاثه من جذوره، أو تدمير مسبباته؛ مع ما يُرتَكب في سبيل ذلك في حق المسلمين من ظلمٍ وعداونٍ وانتهاكاتٍ صارخةٍ لأبسط حقوق الإنسان، ومع ما يقع من مجازر وسفك دماء المسلمين دون هوادة أو رحمة أو شفقة على شيخ كبير أو طفل صغير، أو امرأة ضعيفة، أو مريض عاجز... أو حاولوا على الأقل أن يعكسوا نتيجة هذه الحرب والمواجهة الأخيرة ظنًا منهم أنهم هم قوى الخير، وأن المسلمين هم قوى الشر، ولكن يكفي ليُعرَف أن المسلمين هم أهل الإيمان وقوى الخير أنهم هم الذين سيكونون مع المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، ولا يمكن لإنسان واحد أن يخطأ فيظن أن عيسى عليه السلام هو من أهل الكفر وقوى الشر، بل إن مَن يظن هذا السيئ في عيسى عليه السلايم فهو كافر مرتد.