ماذا يحب الله ورسوله-من غضب الله عليهم (غضب الله على اليهود)

ماذا يحب الله ورسوله-من غضب الله عليهم (غضب الله على اليهود)
225 0

الوصف

                                                     من غضب الله عليهم

                                                    غضب الله على اليهود

غضب الله على اليهود

قال الله تعالى عن اليهود: (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) . وقال تعالى: (وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ) .

اليهود:
اليهود هم الذين تطاولوا على ربهم وخالقهم فقالوا بأنه فقير، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا، قال تعالى: (لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ) . وقالوا بأنه بخيل، قال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ) . وقد رد الله – عزَّ وجلَّ – عليهم ما قالوه، وقابلهم فيما اختلقوه وافتروه وائتفكوه فقال: (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا) ؛ وهكذا وقع لهم، فإن عندهم من البخل والحسد والجبن والذلة أمر عظيم. هذا قولهم في الله، وهذه معاملتهم رسل الله، وسيجزيهم الله على ذلك شر الجزاء؛ ولهذا قال تعالى: (وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ) .

وهم اليهود الذين أنجاهم الله من فرعون وجيشه بمعجزة باهرة من فرق البحر وعبورهم خلاله بسلام، ورؤيتهم لقدرة الله وعظيم سلطانه، فما وصلوا إلى الضفة الأخرى للبحر، حتى طلبوا من نبيهم موسى عليه السلام أن يجعل لهم صنمًا آلهة!. وهم الذين ظلَّل الله تعالى عليهم السحاب الذي يستر عنهم حر الشمس. وأنبع الماء لهم بضرب موسى عليه السلام حجرًا بالعصا فتفجَّرَ منه اثنتا عشرة عينًا. وأنزل عليهم المنَّ والسلوى من السماء، طعامين شهيين، بلا كُلْفَةٍ، فما قاموا بشكر هذه النعم، بل ضجر كثير منها، وقالوا لنبيهم موسى عليه السلام: لن نصبر على طعام واحدٍ فادع لناربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها، فقرَّعهم الكليم، ووبخهم، وعنَّفهم، وأنَّبهم على هذه المقالة.

وهم اليهود الذين أمرهم نبيهم موسى عليه السلان بدخول الأرض المقدسة والقتال فقالوا له: يا موسى إنَّا لن ندخلها أبدًا ما داما فيها، فاذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا ههنا قاعدون، فعاقبهم الله على نكولهم بالتيهان في الأرض أربعين سنة، يسيرون إلى غير مقصد، ليلًا ونهارًا، وصباحًا ومساءً، لا يهتدون للخروج منه.

وهم اليهود الذين كان معهم موسى صلى الله عليه وسلم، كليم الله ورسوله إليه، ورأوا معجزات الله الباهرة المتنوعة المتعددة، ومع كل ذلك فما غاب عنهم موسى قليلًا ليناجي ربه حتى اتخذوا من بعد عجلًا، فتوعدهم رب الأرباب بغضب منه وذِلَّة، فقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ) . أما (الغضب) الذي نال اليهود في عبادة العجل، فهو أن الله تعالى وضع لهم شرطًا للتوبة عليهم وهو أن يقتل بعضهم بعضًا، فأمرهم موسى عن أمر ربه فقال عليه السلام: (يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) ؛ فاخترطوا السيوف والسكاكين، وجعل بعضهم يقتل بعضًا؛ حتى تاب الله عليهم. وأما (الذلة) فأعقبهم ذلك ذلًا وصغارًا في الحياة الدنيا.

وهم اليهود الذين تابوا من عبادة العجل، وتاب الله عليهم بقتل بعضهم لبعض، ثم لم يلبثوا أن قالوا لنبيهم موسى عليه السلام: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرةً فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون، فماتوا عقوبةً لهم وجزاءً وفاقًا على ما طلبوا. وهم الذين أمرهم نبيهم موسى عليه السلام أن يذبحوا بقرة؛ فأخذوا يجادلونه ويتعنتون عليه، ويشددون على أنفسهم فشدَّد الله عليهم. وهم الذين يقول الله توبيخًا لهم وتقريعًا لهم على ما شاهدوه من آياته وإحيائه الموتى: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) . إن قلوبهم كالحجارة التي لا تلين أبدًا، ولا علاج للينها، أو أشد قسوة من الحجارة.

وهم اليهود الذين قال الله تعالى عنهم: (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ) . فقد أمرهم الله تعالى أن يدخلوا القرية وهم سجَّدًا وأن يقولوا: (حِطَّة)، أي؛ حط عنا ذنوبنا وخطايانا، فدخلوا يزحفون على أستاههم، وهم يقولون: حبة في شعرة، أو (حنطة في شعيرة)؛ وهذا في غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة ولهذا أنزل الله بهم بأسه وعذابه بخروجهم عن طاعته.

وهم اليهود الذين قال الله تعالى عنهم: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) . فقد كفروا بآيات الله، وأهانوا حملة الشرع وهم الأنبياء وأتباعهم، فانتقصوهم إلى أن أفضى بهم الحال إلى أن قتلوهم! فلا كفر أعظم من هذا؛ فجازاهم الله بما يستحقون من الذِّلة والمسكنة، وإحلال الغضب بهم.

وهم اليهود الذين قال الله تعالى عنهم: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) . فقد عصوا أمر الله، وخالفوا عهده وميثاقه، فيما أخذه عليهم من تعظيم السبت والقيام بأمره. وهم الذين قال الله – عزَّ وجلَّ – عنهم: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (167) .وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا) . توعَّد الله ليبعثن على اليهود إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب بسبب عصيانهم ومخالفتهم أوامر الله وشرعه واحتيالهم على المحارم؛ فكانوا في قهر الملوك من اليونايين، والكشدانيين، والكلدانيين، والفرس، والرومان، ثم صاروا إلى قهر النصارى وإذلالهم إياهم، ثم جاء الإسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم، فكانوا تحت قهره وذمته. وقطعهم الله في الأرض أممًا، وسامهم سوء العذاب أينما حلوا في البلاد على أيدي أهل تلك البلاد وحكامها.