ماذا يحب الله ورسوله-من غضب الله عليهم(يغضب الله على المنافقين والمنافقات)

ماذا يحب الله ورسوله-من غضب الله عليهم(يغضب الله على المنافقين والمنافقات)
224 0

الوصف

                                                    من غضب الله عليهم

                                           يغضب الله على المنافقين والمنافقات

يغضب الله على المنافقين والمنافقات

قال الله تعالى: (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) .

النفاق:
هو مخالفة الباطن للظاهر، وإظهار الخير وإسرار الشر، وهو أنواع: اعتقادي: وهو الذي يخلد صاحبه في النار. وعملي: وهو من أكبر الذنوب؛ لأن المنافق يخالف قولُه فعله، وسره وعلانيَتَه، ويدخل فيه الفعل والترك وتتفاوت مراتبه، وهو ليس مخرجًا من الملة، ويمكن أن يكون وسيلة إلى النفاق الاعتقادي.

المنافقون:
المنافقون هم الذين يدخلون في الإسلام من وجه، ويخرجون عنه من آخر، يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر. ذكر الله في سورة البقرة أربع آيات في وصف المؤمنين، ثم آيتين في تعريف حال الكافرين، ثم ثلاث عشرة آية في تعريف حال المنافقين. ولما كان أمرهم يشتبه على كثير من الناس، أطنب في ذبصفات متعددة، كلٌ منها نفاق، كما أنزل سورة (براءة) وسورة (المنافقين) فيهم، وذكرهم في سورة (النور) وغيرها من السور، تعريفًا لأحوالهم لتُجتَنَبَ ويُجتنب من تلبَّس بها أيضًا. والمنافقون هم أخطر على المسلمين من اليهود والنصارى وغيرهم، وتأتي خطورتهم لكونهم يقيمون بين أظهر المسلمين، ويتكلمون بلغتهم، ويتسمون بأسمائهم، وهم محسوبون على المسلمين، ويتحدثون باسمهم.

وهم المنافقون الذين قال الله تعالى عنه: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الآَخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)

وهم (الذين وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ) . وهم الذين: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ) .

وهم المنافقون الذين (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) . يقولون للمؤمنين: آمنا، نفاقًا ومصانعة وتقية، وإذا انصرفوا وخلصوا إلى شياطينهم الذين هم سادتهم وكبراؤهم، وأصحابهم من اليهود والنصارى الذين يأمرونهم بالتكذيب وخلاف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، قالوا: إنَّا على مثل ما أنتم عليه، إنما نستهزئ بالمسلمين، ولم يعلموا أن الله تعالى يسخر بهم للنقمة منهم، وفي ضلالتهم وكفرهم يترددون حيارى، لا يجدون إلى المخرج منه سبيلًا؛ لأن الله قد طبع على قلوبهم، وختم عليها، وأعمى أبصارهم عن الهدى فلا يبصرون رشدًا ولا يهتدون سبيلًا (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) .

وهم المنافقون الذين نهى الله تعالى المؤمنين عن اتخاذهم بطانة وأنه (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) . والمنافقون بجهدهم وطاقتهم يسعون في مخالفة المؤمنين وما يضرهم بكل ممكن، وبما يستطيعون من المكر والخديعة؛ ويودون ما يعنت المؤمنين ويحرجهم ويشق عليهم. وقد لاح على صفحات وجوه المنافقين وفلتات ألسنتهم من العداوة، مع ما هم مشتملون عليه في صدورهم من البغضاء للإسلام وأهله، ما لا يخفى مثله على لبيب عاقل.

وهم المنافقون الذين أخبر الله تعالى المؤمنين عنهم: (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا) . وهذه الحال دالة على شدة العداوة منهم للمؤمنين، وهو أنه إذا أصاب المؤمنين خصب ونصر وتأييد ساء ذلك المنافقين، وإن أصاب المسلمينس جدب أو أديل عليهم الأعداء – لما لله تعالى في ذلك من الحكمة – فرح المنافقون بذلك. وقال تعالى: (إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ) . أعلم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بعداوة هؤلاء له؛ لأنه مهما أصابه ما يسره ويسر أصحابه ساءهم ذلك، وإن أصابته مصيبة يقولوا: قد احتززنا من متابعته من قبل هذا، ويتولوا وهم فرحون؛ ولهذا أرشد الله تعالى إلى جوابهم في عداوتهم التامة: (قُل لَّن يُّصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) ، هل تنتظرون بنا إلا إحدى الحسنين: شهادة أو ظفر بكم؟ ونحن ننتظر بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده، أو بأيدينا بسبي أو قتل.

وهم (الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) . وهم: (وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا (72) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا) . إن أصاب المؤمنين قتل وشهادة، يقول المنافق: قد أنعم الله عليَّ إذا لم أحضر معهم وقعة القتال، يعد ذلك من نعم الله عليه، ولم يدر ما فاته من الأجر في الصبر أو الشهادة إن قتل، ولئن أصابهم نصر وظفر وغنيمة، ليقولن كأنه ليس من أهل دينهم: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزًا عظيمًا بأن يُضرَب لي بسهم معهم فأحصل عليه، وهو أكبر قصده وغاية مراده.