ماذا يحب الله ورسوله-من غضب الله عليهم(لماذا غضب الله عليهم)

ماذا يحب الله ورسوله-من غضب الله عليهم(لماذا غضب الله عليهم)
199 0

الوصف

                                                    من غضب الله عليهم

                                                   لماذا غضب الله عليهم
وهم اليهود الذين أخذ الله ميثاقهم لا يعبدون إلا الله، وبالوالدين إحسانًا وذي القربى واليتامي والمساكين، وأن يقولوا للناس حسنًا، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة؛ ثم تولوا إلا قليلًا منهم وهم معرضون. وهم الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض. وهم الذين كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم استكبروا ففريقًا كذبوا وفريقًا قتلوا. وقالوا: قلوبنا غلف لا تعي ولا تفقه، (بَل لَّعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ) .

وهم اليهود الذين قالوا مقالة شنيعة، قال عزَّ وجلَّ عنه: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ) . تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا. وقد كذبهم الله سبحانه، فقال: (ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) . وهم الذين أخبر الله عنهم أنهم: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ) . إن كثيرًا من الأحبار وهم علماء اليهود، ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله، وأخذوا الربا وقد نهوا عنه.

وهم اليهود الذين نهى الله تعالى المسلمين أن يكونوا مثلهم، الذين آذوا موسى عليه السلام في شخصه فلم يفلت هو نفسه منهم، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا) . فقد كان موسى عليه السلام، رجلًا حييًا ستيرًا، لا يُرى من جلده شيء استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل، فقالوا: ما يتستر هذا التستر إلا من عيب في جلده: إما برص، وإما أدرة، وإما آفة. فبرأه الله مما قالوا.

وهم اليهود الذين قال الله تعالى عنهم: (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا) . لقد افترى اليهود على مريم البتول الطاهرة عليها السلام ورموها بالزنا. ولم ينج ولدها منهم كذلك؛ قال تعالى: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ) . فقد حسدوا عيسى عليه السلام على ما آتاه الله تعالى من النبوة والمعجزات الباهرات، ومع هذا كذبوه وخالفوه، وسعوا في أذاه بكل ما أمكنهم، إلى أن خططوا لصلبه وقتله، فأنجاه الله منهم برفعه إليه بعد أن ألقى شبهه على غيره فأخذوا شبيهه وصلبوه، وهم يظنون أنهم صلبوا المسيح.

وهم اليهود الذين قال الله تعالى عنهم: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) . لعن داود عليه السلام اليهود، وكذلك لعنهم عيسى عليه السلام، وكان يناديهم:

(أيُّها الحيّاتُ أولادَ الأفاعي! كيف ستَهرُبونَ مِنْ عِقابِ جَهنَّمَ؟).

وهم اليهود الذين وصفهم الله تعالى بقوله: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) . فقد أعطوا التوراة وحملوها للعمل بها، ثم لم يعملوا بها، مثلهم في ذلك كمثل الحمار إذا حمل كتبًا لا يدري ما فيها. وهم الذين أخبر الله تعالى أنه بلَّغهم في التوراة عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) . هذه صفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتب الأنبياء، بشروا أممهم ببعثه وأمروهم بمتابعته، ولم تزل صفاته موجودة في كتبهم يعرفها علماؤهم وأحبارهم، (فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) . فقد علموا الحق وعدلوا عنه، ولما بعث الله رسوله من العرب، ورأوه من غيرهم، كفروا به وحسدوه وجحدوا ما كانوا يقولون فيه بأنه مبعوث ويصفونه بصفته، ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم. وهم الذين كفروا بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم بغيًا وحسدًا، وقالوا: نؤمن بما أُنزِل علينا، ويكفينا الإيمان بما أنزل علينا من التوراة ولا نقر إلا بذلك، ويكفرون بما بعده، فقال تعالى تعبيرًا لهم: (قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللهِ مِن قَبْلُ إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ) ؟.

وهم اليهود الذين جحدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحين ذكَّرهم رجل منهم ما أُخذ عليهم من الميثاق، وما عُهد إليهم في محمد صلى الله عليه وسلم، قالوا: والله ما عهد إلينا في محمد، وما أُخذ علينا ميثاقٌ، فأنزل الله تعالى: (أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) ، فليس في الأرض عهد يعاهدون عليه إلا نقضوه ونبذوه، يعاهدون اليوم وينقضون غدًا. وهم الذين قال الله تعالى عنهم لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ) ، أي؛ ولا تزال تطلع من اليهود على الغدر والخيانة، ومكرهم وغدرهم لك ولأصحابك، وتمالؤهم على الفتك بك. وهم اليهود الذين قال الله تعالى لهم توبيخًا وتقريعًا: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) . فقد كان الرجل من اليهود يقول لصهره ولذي قرابته ولمن بينه وبينه رضاع من المسلمين أن يثبت على ما يأمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن أمره حق، ولا يفعله هو. وكان الأحبار يأمرون أتباعهم باتباع التوراة، وكانوا يخالفونها في جحدها صفة محمد صلى الله عليه وسلم. وكانوا يحضون على طاعة الله، وكانوا هم يواقعون المعاصي.

وهم اليهود الذين يحرفون التوراة فيجعلون الحرام فيها حلالًا، والحلال فيها حرامًا، والحق فيها باطلًا والباطل فيها حقًا اتباعًا لأهوائهم. يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يزعمون أنه من عند الله، ليشتروا به ثمنًا قليلًا. إذا لقوا الذين آمنوا قالوا: آمنا، إنَّ صاحبكم رسول الله، وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا: لا تحدِّثوا أصحاب محمد بما قتح الله عليكم، مما في كتابكم ليحاجوكم به عند ربكم فيخصموكم. فإنكم قد كنتم تستفتحون به عليهم فكان منهم.

وهم اليهود الذين ادعوا دعاوى باطلة، كقولهم: لن تسمنا النار إلا أيامًا معدودة. فردَّ الله عليهم ذلك بقوله: (قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) . وقولهم: لم يدخثل الجنة إلا مَن كان هودًا أو نصارى، فقال تعالى: (تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ) ، وقولهم: نحن أبناء الله وأحباؤه؛ قال الله تعالى رادًا عليهم: (قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ) . وهكذا أكذبهم الله – عزَّ وجلَّ – وألزمهم الحجة فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: (قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ) . فالحياة عندهم عزيزة عظيمة لما يعلمون من سوء مآلهم بعد الموت؛ ولهذا قال تعالى: (وَلَن يَّتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) .

وهم اليهود الذين أخبر الله عن حسدهم للمؤمنين وعن مخططاتهم ضدهم، فقال تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) . وهم الذين كشف الله – عزَّ وجلَّ – لرسوله صلى الله عليه وسلم، ما يضمرونه ضده وضد أمته، فقال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) . أي؛ ليس غرضهم بما يقترحون من الآيات أن يؤمنوا، بل لو أتيتهم بكل ما يسألون لم يرضوا عنك، وإنما يرضيهم ترك ما أنت عليه من الإسلام واتباعهم. وليسوا براضين عنك أبدًا.

وهم اليهود الذين قال الله تعالى عنهم مخبرًا عباده المؤمنين المسلمين، ومبشَّرًا لهم: (لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنْصَرُونَ) . وهم الذين كشف الله تعالى أقوالهم ونواياهم ومكائدهم للمسلمين ولدينهم، فقال تعالى: (وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) . وهذه مكيدة أرادوها ليلبسوا على الضعفاء من الناس أمر دينهم لعلهم يرتدون، وهم الذين كشف الله تعالى سرهم وعقيدتهم في الحياة، ومبدأهم الذي لا يتخلوا عنه أبدًا، فحكى عزَّ وجلَّ قولهم: (وَلاَ تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) ، أي؛ لا تصدقوا إلا من تبع دينكم فكان يهوديًا، ولا تطمئنوا أو تظهروا سركم وما عندكم إلا لليهود.

وهم اليهود الذين قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم عنهم: (وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) . يحذر الله المؤمنين من الاغترار باليهود، ويخبر بأن منهم الخونة الذين إن تأمنهم لا يؤده إليك، وإذا كان هذا صنيعهم في الدينار، فما فوقه أولى ألا يؤدوه إليك، وإنما حملهم على جحود الحق أنهم يقولون: ليس علينا في ديننا حرج في أكل أموال العرب، فإن الله قد أحلها لنا.

وهم اليهود الذين كانوا يفضلون الكفار على المسلمين، وكان سادتهم يقولون للمشركين في مكة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: دينكم خير من دينه، وأنتم أهدى منه وممن اتبعه. فقال الله تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا). وهذا لعن لهم وإخبار بأنهم لا ناصر لهم.

وهم اليهود الذين نهى الله تعالى المؤمنين عن موالاتهم، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) .