ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات (يحب النبي صلى الله عليه وسلم أن تصيبه وأمته خاتمة سورة البقرة)
الوصف
ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات
يحب النبي صلى الله عليه وسلم أن تصيبه وأمته خاتمة سورة البقرة
يحب النبي صلى الله عليه وسلم أن تصيبه وأمته خاتمة سورة البقرة
قال رجل:
«يا رسول الله، أي سورة القرآن عظيم؟ قال: «قل هو الله أحد» ، قال فأي آية في القرآن أعظم؟ قال: آية الكرسي (اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) قال: فأي آية يا نبي الله تحب أن تصيبك وأمتك؟ قال: خاتمة سورة البقرة، فإنها من خزائن رحمة الله من تحت عرشه أعطاها هذه الأمة، لم تترك خيرًا من خير الدنيا والآخرة إلا اشتملت عليه».
إن النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن تصيبه وأمته خاتمة سورة البقرة وهي الآيتان الأخيرتان منها، قال الله تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
وقد ورد في صحيح مسلم أن هاتين الآيتين أعطيت للنبي صلى الله عليه وسلم مع الصلوات الخمس لَمَّا أسري به إلى السماء؛ فعن عبد الله قال:
«لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهي به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة؛ إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به فوقها فيقبض منها، قال: (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى) قال: فراش من ذهب، قال: فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثًا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئًا المقحمات».
أما تفسيرهما؛ فهما إخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بأنهم آمنوا بهما أنزل إلى الرسول من ربه، ويؤمنون بأن الله واحد أَحَد، فرد صمد، لا إله غيره ولا رب سواه. ويصدقون بجميع الأنبياء والرسل والكتب المنزلة من السماء على عباد الله المرسلين والأنبياء، لا يفرقون بين أحد منهم فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض بل الجميع عندهم صادقون بارون راشدون مهديون هادون إلى سبيل الخير، وإن كان بعضهم ينسخ شريعة بعض بإذن الله حتى نسخ الجميع بشرع محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين الذي تقوم الساعة على شريعته، ولا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين.
أما عن فضل هاتين الآيتين الكريمتين خاتمة سورة البقرة فكما أخبر رسول الله صلى الله عنهما لم تترك خيرًا من خير الدنيا والآخرة إلا اشتملت عليه؛ ولهذا فإن من قرأهما في ليلة كفتاه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه»
قيل: معناه كفتاه من قيام الليل، وقيل: من الشيطان، وقيل: من الآفات، وقيل: دفعتا عنه شر الإنس والجن، وقيل: كفتاه ما حصل له بسببهما من الثواب عن طلب شيء آخر، ويحتمل من الجميع.
وقال صلى الله عليه وسلم:
«إن الله كتب كتابًا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان».
وعن ابن عباس قال:
«بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضًا من فوقه فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة: لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته»
.