ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات (آية أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الدنيا جميعًا)
الوصف
ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات
آية أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الدنيا جميعًا
آية أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الدنيا جميعًا
عن أنس بن مالك أنه لما نزلت (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لقد أنزلت عَلَيَّ آية هي أحب إلى من الدنيا جميعًا»
وفي رواية
«أحب إِلَيَّ مما على الأرض».
إن هذه الآية هي من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لا يشاركه فيها أحد غيره، إذ ليس في حديث صحيح في ثواب الأعمال لغيره غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ وهذا فيه تشريف عظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو صلى الله عليه وسلم في جميع أموره على الطاعة والبر والاستقامة التي لم ينلها بشر سواه من الأولين ولا من الآخرين، وهو صلى الله عليه وسلم أكمل البشر على الإطلاق، وسيدهم في الدنيا والآخرة.
ولما كان أطوع خلق الله تعالى وأشدهم تعظيمًا لأوامره ونواهيه قال حين بركت به الناقة:
«حبسها حابس الفيل».
ثم قال صلى الله عليه وسلم:
«والذي نفسي بيده، لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها»
فلما أطاع الله في ذلك وأجاب إلى الصلح قال الله تعالى له: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ )أي في الدنيا والآخرة (وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا) أي بما يشرعه لك من الشرع العظيم والدين القويم، ويثبتك على الهدى إلى أن يقبضك إليه (وَيَنصُرَكَ اللهُ نَصْرًا عَزِيزًا) أي غالبًا منيعًا لا يتبعه ذل؛ فبسبب خضوعك لأمر الله عز وجل يرفعك الله وينصرك على أعدائك كما جاء في الحديث الصحيح
«وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا وما تواضع أحد الله إلا رفعه الله»
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ما عاقبت أحدًا عصى الله تعالى فيك بمثل أن تطيع الله تبارك وتعالى فيه.
عن أنس رضي الله عنه قال: أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ؛ (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) مرجعه من الحديبية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«لقد نزلت عَلَيَّ آية أحب إِلَيَّ مما على الأض»
ثم قرأها النبي صلى الله عليه وسلم عليهم، فقالوا هنيئًا مريًا يا رسول الله، لقد بَيَّنَ لك الله ماذا يفعل بك، فماذا يفعل بنا؟ فنزلت عليه: (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ) حتى بلغ (فَوْزًا عَظِيمًا)