ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب الله من البلاد والأشياء (أحب الأشياء إلى الله قطرتان وأثران)
الوصف
ما يحب الله من البلاد والأشياء
أحب الأشياء إلى الله قطرتان وأثران
أحب الأشياء إلى الله قطرتان وأثران
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين: قطرة من دموع في خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله، وأما الأثران: فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله"
قطرة دموع من خشية الله:
ليس شيء أحب إلى الله -عز وجل- من قطرة دموع تفيض من عين من شدة خوف الله وعظمته المورثة لمحبته، فهذه العين لا تمسها النار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله، أي: لا تمس النار صاحب هذه العين الباكية من خشية الله تعالى، وهي مرتبة المجاهدين مع النفس.
بل إن صاحب هذه العين الباكية من خوف الله يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله،... ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه"
وقد مدح الله النبيين الذين أنعم الله عليهم بأنهم إذا سمعوا آيات الله سجدوا وبكوا، قال تعالى: (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) وقد قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه سورة مريم فسجد وقال: هذا السجود فأين البكى؟ يريد البكاء، ومدح الله –عز وجل- الذين أوتوا العلم أنهم إذا تلي عليهم القرآن (وَيَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع"
قطرة دم في سبيل الله:
وليس شيء أحب إلى الله –عز وجل- من قطرة دم في سبيل الله تعالى، وذلك يشمل الجهاد وغيره من سبيل الخير كالدفاع عن النفس أو العرض أو المال أو الدين ونحوه. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض المشاهد وقد دميت إصبعه فقال:
"هل أنت إلا إصبع دميت، وفي سبيل الله ما لقيت"
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"والذي نفسي بيده، لا يكلم أحد في سبيل الله- والله أعلم بمن يكلم في سبيله – إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم، والريح ريح المسك"
أثر في سبيل الله:
وليس شيء أحب إلى الله – عز وجل- من أثر في سبيل الله، كخطوة الساعي في فريضة من فرائض الله، أو غبار أو جراحة في الجهاد، أو سواد حبر في طلب العلم ونحو ذلك من الأعمال.
أثر في فريضة من فرائض الله:
وليس شيء أحب إلى الله- عز وجل- من أثر في فريضة من فرائض الله، كالساعي المتعب نفسه في أداء الفرائض والقيام بها والكد فيها، أو احتراق الجبهة من حر الرمضاء التي يسجد عليها، أو تشقق الأقدام من برد ماء الوضوء، أو خلوف فمه في الصوم، أو اغبرار قدمه في الجمعة والحج ونحو ذلك، فعن عباية بن رفاعة قال: أدركني أبو عبس وأنا أذهب إلى الجمعة فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار"
، والمراد في سبيل الله جميع طاعاته. وفي الحديث إشارة إلى عظيم قدر التصرف في سبيل الله، فإذا كان مجرد مس الغبار للقدم يحرم عليها النار فكيف بمن سعى وبذل جهده واستنفد وسعه؟