ماذا يحب الله ورسوله-العبد المحبوب والعبد المبغوض (العبد المبغوض)

ماذا يحب الله ورسوله-العبد المحبوب والعبد المبغوض (العبد المبغوض)
270 0

الوصف

                                                    العبد المحبوب والعبد المبغوض
                                                            العبد المبغوض

العبد المبغوض

إذا أبغض الله عبدا وضع له البغضاء في الأرض:

إن من يرتكب ما حرم الله من الأقوال والأفعال ويداوم على ذلك حتى يبغضه الله، فإن الله تعالى إذا أبغضه دعا جبريل أن يبغضه وكذلك أهل السماء أن يبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله ... إذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض"

ومن ثمرات بغض الله تعالى لعبده شقاوته وعقابه، والرفض في الأرض وهو رفض القلوب له بالبغض والكره وعدم الميل إليه وعدم الرضا عنه واعتقادهم فيه الشر وعدم إرادتهم الخير له، فلا تكاد تجد أحدا مائلا إليه أو مقبلا عليه، وإذا أبغض الله عبدا أظلمت جهاته وانطمست بظلام الضلالة ساحاته وظهرت عليه آثار الإعراض وصار له سيما من القباحة والحقارة فنظر الخلق إليه بعين البغض والاحتقار.

تراه فاحشا متفحشا نزع منه الحياء من الله تعالى ومن الناس، وإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتا ممقتا مبغوضا بين الناس كثيرا مغضوبا عليه عندهم، فإذا لم تلقه إلا مقينا ممقتا نزعت منه الأمانة وأودعت فيه الخيانة، فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه إلا خائنا مخونا فيما جعل أمينا عليه منسوبا إلى الخيانة بين الناس محكوما له بها عندهم نزعت منه الرحمة ورقة القلب والعطف على الخلق، فإذا نزعت منه الرحمة لم تلقه إلا رجيما ملعنا مطرودا عن منازل الأخيار ودرجات الأبرار ويلعنه الناس كثيرا نزعت منه ربقة الإسلام.

قال أحدهم: ما عصيت الله أو أغضبته في شيء إلا وجدت ذلك في خلق زوجتي وخلق حماري. فلا زوجة تطيعه ولا حمار ينقاد له، وهكذا بقية أمور العبد المبغوض الذي يرتكب كل ما يبغضه الله تعالى أو يكرهه من الأقوال والأفعال.

وبما أن البغض ضد الحب فيقال في المبغوض من الله تعالى عكس كل ما قيل عن العبد المحبوب من الله تعالى.