كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الباء (باء)

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الباء (باء)

الوصف

                                                    كتاب الباء 

                                                     (باء)

أصل البَوَاء: مساواة الأجزاء في المكان، خلاف النّبو الذي هو منافاة الأجزاء. يقال: مكان بَوَاء: إذا لم يكن نابيا بنازله، وبَوَّأْتُ له مكانا: سوّيته فَتَبَوَّأَ، وبَاءَ فلان بدم فلان يَبُوءُ به أي: ساواه، 

قال تعالى: (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً) [يونس/ ٨٧] ، (وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ) [يونس/ ٩٣] ، (تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ) [آل عمران/ ١٢١] ، 

(يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ) [يوسف/ ٥٦] ، وروي أنه: (كان عليه السلام يتبوّأ لبوله كما يتبوّأ لمنزله) وبَوَّأْتُ الرمح: هيأت له مكانا، ثم قصدت الطعن به، 

وقال عليه السلام: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النّار» ، وقال الراعي في صفة إبل: لها أمرها حتى إذا ما تبوّأت ... بأخفافها مأوى تبوّأ مضجعا أي: يتركها الراعي حتى إذا وجدت مكانا موافقا للرعي طلب الراعي لنفسه متبوّأ لمضجعه. ويقال: تَبَوَّأَ فلان كناية عن التزوّج، كما يعبّر عنه بالبناء فيقال: بنى بأهله. ويستعمل البَوَاء في مراعاة التكافؤ في المصاهرة والقصاص، فيقال: فلان بواء لفلان إذا ساواه،

 وقوله عزّ وجلّ: (باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ) [الأنفال/ ١٦] ، أي: حلّ مبّوأ ومعه غضب الله، أي: عقوبته، وقوله: بِغَضَبٍ في موضع حال، كخرج بسيفه، أي: رجع، لا مفعول نحو: مرّ بزيد. واستعمال (باء) تنبيها على أنّ مكانه الموافق يلزمه فيه غضب الله، فكيف غيره من الأمكنة؟ وذلك على حدّ ما ذكر في قوله: (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) [آل عمران/ ٢١] ، وقوله: (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ) [المائدة/ ٢٩] أي: تقيم بهذه الحالة. قال: أنكرت باطلها وبؤت بحقّها وقول من قال: أقررت بحقها فليس تفسيره بحسب مقتضى اللفظ. والبَاءَة كناية عن الجماع. وحكي عن خلف الأحمر أنه قال في قولهم: حيّاك الله وبيّاك: إنّ أصله: بوّأك منزلا، فغيّر لازدواج الكلمة، كما غيّر جمع الغداة في قولهم: آتيه الغدايا والعشايا.